حالة من الحزن الشديد سيطرت على الوسط الفنى بصفة عامة والوسط الغنائى بصفة خاصة فور انتشار خبر رحيل الموسيقارحسن ابوالسعود نقيب الموسيقيين بشكل مفاجئ صباح الثلاثاء 17 ابريل عن عمر يناهز 58 عاما اثر هبوط حاد بالدورة الدموية واعتلت وجوه الجميع حالة من الوجوم الشديد اثناء تشييع جثمانه بعد صلاة العصر من مسجد المدينة المنورة بحى المعادى .
وقررت نقابة الموسيقيين اعلان حالة الحداد الرسمية واغلقت جميع المقار بكافة محافظات الجمهورية حزنا على الفقيد
حسن ابوالسعود بدأ حياته الفنية من الصفر بشارع محمد على وذاق فى شبابه المبكر الكثير من المعاناة وساعده طموحه لان يصبح عازف الاكوردين بفرقة المطرب الشعبى احمد عدوية فى عصره الذهبى (السبعينات ) ثم اتجه لمجال الموسيقى والالحان مع المطربين الشعبيين المغمورين بنفس الشارع محمد على وقت ان كان يلقب بشارع الفن ولفتت موسيقاه انظار كبار مطربى الاغنية الشعبية فى هذا الوقت وكان عدوية فى مقدمتهم وبعد ان كان يجلس خلفه فى الفرقة اصبح الملحن لاشهر واهم الحانه وانطلق بعدها بموسيقاه مع اخرين من نجوم الثمانينات شفيق جلال ومحمد رشدى والعزبى وكارم محمود وعبدالعزيز محمود وغيرهم .
اخر الملحنين الموهوبين
ولفتت جملة الموسيقية انظار كبار الموسيقيين فى هذا الوقت فقال عنه موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب جملته الشهيرة (نصف وزن حسن ابوالسعود موسيقى) بينما قال عنه كمال الطويل ( انه اخر جيل الملحنين الموهوبين) وتحول بعدها بالحانه العزبة من الموسيقى الشعبية ليقدم عشرات الالحان الكلاسيكية مع عشرات من مطربى هذا العصر سواء المصريين اوالعرب مثل على الحجار وهانى شاكر وعمرو دياب ولطيفة وايهاب توفيق وسميرة سعيد وميادة الحناوى ومحمد الحلو ومحمد رشدى ومحمد العزبى وشفيق جلال وعشرات غيرهم حيث نجح فى شق طريقة بنجاح .
نقيب الموسيقييين
ولم يكن احد يتصور ان الآلاتى بلغة أهل الكار حسن ابوالسعود الذى كان يقول له احمد عدوية جملته الشهيرة عندما كان يغنى فى الأفراح الشعبية ( أنا ها خش وأنت تخش ورايا) بوصفه عازف الاكورديون فى فرقته سيصبح يوما واحدا من اهم ملحنى هذا العصر بل ويجلس على المقعد الذى شغلته يوما كوكب الشرق أم كلثوم وشغله يوما الموسيقار محمد عبد الوهاب وكذلك احمد فؤاد حسن وغيرهم من فطاحل الموسيقى والغناء وذلك حينما تم انتخابه نقيبا للموسيقيين عام 2003 لاول مرة بديلا عن الموسيقار حلمى امين النقيب الاسبق وتم اعادة انتخابه مرة اخرى العام قبل الماضى باجماع الموسيقيين بعد الدور الكبير الذى قدمه للنقابة والخدمات التى لاتعد ولاتحصى باعتراف الموسيقيين انفسهم فى كافة محافظات مصر .
معارك عنيفة
وكان الموسيقار الراحل خاض خلال الاعوام الثلاثة الماضية العديد من المعارك للحفاظ على الهوية الموسيقية وحقوق النقابة لدى كبار المطربين فكما وقف بالمرصاد لروبى ونجلا وبوسى سمير وماريا وغيرهن من مطربات العرى والاثارة وقف ايضا فى وجه المطربة شيرين حفاظا على حقوق النقابة وشركة نصر محروس (فرى ميوزيك) التى كانت تتعاون معها قبل انتقالها للنقابة وكان اخر مواقفه فى هذا الاطار وقوفه فى وجه منظمى حفل المطربة العالمية شاكيرا عند احيائها لحفلها الاخير بسفح الهرم قبل اسبوعين فقط من رحيله واصر على تحصيل نسبة النقابة كاملة عن الحفل 20 الف دولار وكان له مااراد ودخلت النقود صندوق النقابة بالفعل