شاعرية الحجارة والقلوب القاسية

زائر

شاعرية الحجارة و القلوب القاسية

ان الحجارة عنصر من عناصر هذا الكون الفسيح الذى خلقه الله رب العزة .

و هي تقوم بدورها الذى فرضه عليها الرحمان الى ان يرث الله الارض ومن عليها

غالبا ما توصف الحجارة على انها قاسية , و يفسر علماء الجيولوجيا هذه القساوة

{ لعل اكثر ما يعبر عن قسوة الحجارة تعبيرا كميا هو ما يعرف فى علم ميكانيكا الحجارة بالعلاقة

البيانية بين الاجهاد و الاستجابة , تبين هذه العلاقة مدى و كيفية استجابة الحجارة للاجهاد الذى

تتعرض له حيث انها تتعرض لانواع من الاجهاد -stress )

نتيجة الضغط أو الشد التى تكون مصدرها اما خارجية مثل ثقل الحجارة التى تعلوها أو الضغط أو

الشد الناتج عن تحركات القشرة الارضية }

و فى رأيى ان رغم هذه القساوة الظاهرة للجبال و الصخور و الحجارة

الا انها تمتلك شاعرية حساسة و مرهفة تجعلها أحن و أرق من قلب الانسان القاسى

فالننظر الى قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا

متصدعا من خشية الله و تلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون }

{ وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهارو ان منها لما يشقق فيخرج منه الماء و ان منها لما يهبط

من خشية الله }

و تسبيح الحصى فى يد رسول الله صلى الله عليه و سلم ياحبيبى يارسول الله لقد مكنه الله عز وجل

ان يسمع الحصى و هي تسبح و تذكر الله . ومكنه ان يفهم لغة جبل أحد حين اهتز و تحرك و رسول

الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه واقفين عليه حيث قال :

{ اهدأ أحد , فانما عليك نبي و صديق و شهيدين }

فكيف لا يسمع أحد و لا يفهم و رسول الله صلى الله عليه و سلم يخاطبه , بل قد سمع و فهم أحد

فرغم اننا فى بعض الاحيان نقول ان هذا الانسان له قلب قاسى كالحجارة الا اننا نظلم هذه الحجارة

و نتهمها و هي بريئة . فالانسان الذى و هبه الله عقلا و ميزه و فضله عن سائر خلقه لا يدرك أحيانا

ثقل الامانة التى حملها على عاتقه .

و لو ان الحجارة و الجبال لم تكن تستشعر ثقل الامانة لما رفضتها يقول عز وجل :

انا عرضنا الامانة على السماوات و الارض و الجبال فأبين ان يحملنها و أشفقن منها و حملها

الانسان انه كان ظلوما جهولا }

و حملها الانسان الذى أسجد له الله ملائكته و خصه بنعمه و رفعهفوق سائر خلقه .

الا انه ينسى الفضل و يظلم نفسه . و ما قساوة القلوب الا دليل على بعده عن الله و عدم اسيشعار

قدرة الله و حب الله و كرم الله

و قلب الانسان يمرض كما تمرض الابدان و ما قساوة القلب الا مرض من امراضه

القلب القاسى هو :

1 - الذى لا يخضع للحق و لا يخشع أمامه

2 - الذى لا تؤثر فيه النصيحة أو التحذير

3 - الذى لا تؤثر فيه المشاهد التى تدعو للرقة , كشكوى اليتيم أو عجز الضعيف بيتصرف

كمن لم يسمع و لم يشاهد

4 - الذى لا يهنأ بعيش و لا يشعر بطمانينة رغم توفر كل اسباب العيش الهنيئة

يقول ابن القيم : { من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته لان القلوب المتعلقة بالشهوات

محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها }

{ الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا

يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون }